الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

هذه حقيقة "الاتصال" بالإرهابي الحكيم أثناء مداهمة منزله.. وهؤلاء مستهدفون بالتصفية


هذه حقيقة "الاتصال" بالإرهابي الحكيم أثناء مداهمة منزله.. وهؤلاء مستهدفون بالتصفية
 حاوره صابر المكشر - تعرض محافظ شرطة عام محمد اللجمي مدير إقليم الشرطة بأريانة سابقا إثر حادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد 

لانتقادات كبيرة من قبل المعارضة وعدد من الحقوقيين متهمين إياه بالتواطؤ وحتى التستر عن القتلة، وتضاعفت موجة الانتقادات والاحتجاجات إثر اغتيال الشهيد محمد البراهمي يوم ذكرى عيد الجمهورية، وتوجهت سهام المنتقدين مباشرة نحو مدير إقليم الشرطة بأريانة السابق وحملته المسؤولية كاملة ووجهت له سلسلة من الاتهامات الخطيرة، فما كان منه وأمام شعوره بالمسؤولية سوى التقدم بطلب إعفاء إلى إدارته والعودة إلى مسقط رأسه للعمل دون تحمل أي مسؤولية..
محمد اللجمي محافظ شرطة عام الذي تخرج من مدرسة قوات الأمن الداخلي بصلامبو دورة 1994 وشغل عدة مسؤوليات أمنية انطلاقا من رئيس مركز شرطة إلى مدير إقليم وتحصل على مجموعة كبيرة من الأوسمة والشهائد المهنية خرج اليوم عن صمته وخص"الصباح" بأول حديث لصحيفة مكتوبة للدفاع عن نفسه أولا من وابل السهام الموجهة لشخصه، وكشف حقائق مهمة عن مسائل مرتبطة بوثيقتي اغتيال الشهيد محمد البراهمي وعملية اغتيال الشهيد شكري بلعيد والأمن الموازي وقائمة المستهدفين بالتصفية بمرجع نظر إقليم الشرطة بأريانة.
-في البداية من يكون محمد اللجمي؟ كيف انطلقت مسيرتكم الأمنية وأين حطت الرحال؟
_ محمد اللجمي هو محافظ شرطة عام متخرج من مدرسة المحافظين بصلامبو دورة 1994 ومتحصل على الاستاذية في الحقوق ومرسم بالسنة اولى ماجستير اختصاص تصرف وتسيير ومتحصل على أوسمة من الصنفين الاول والثاني وشهادة في الكفاءة القيادية للمدرسة العليا لقوات الامن الداخلي بالاضافة الى العديد من الشهائد الفنية في الاختصاص الامني تدرج بموجب ذلك في المواقع على امتداد 19 سنة من العمل انطلق خلالها في العمل كرئيس مركز شرطة بالرديف من ولاية قفصة ثم رئيس عدة مناطق أمنية وهي منزل تميم توزر وأريانة الشمالية وجندوبة ويكلف بعد الثورة بادارة اقليم الشرطة باريانة إلى أن طلب اعفائه من المسؤولية..
-أكدت الجبهة الشعبية ولجنة الدفاع في قضية البراهمي خلال الأسبوع الفارط وجود وثيقة استخباراتية سرية تؤكد العلم المسبق لوزارة الداخلية بعملية اغتيال الشهيد محمد البراهمي، فيما أكد النائب محمود البارودي أمس عن وجود وثيقة ثانية حول الموضوع نفسه وهو ما يعني وفق قولهم عدم اتخاذكم للإجراءات الوقائية اللازمة لإحباط العملية.. ما رأيكم في ذلك؟ وهل كنتم على علم بالوثيقتين؟
_ بالنسبة للوثيقة السرية المعلن عنها خلال الأسبوع الفارط فقد وصلت الى مصالح الأمن الخارجي للمصالح المختصة بوزارة الداخلية من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية حذرت فيها من إمكانية اغتيال النائب بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي قبل نحو11 يوما من العملية، ولكنها لم ترد على مصالح ادارة اقليم الشرطة بأريانة(مرجع نظر محل سكناه) كما لم ترد على مصالح الإقليم أي معلومات بخصوص التخطيط لاغتيال البراهمي سواء من عائلته او من الادارة العامة للامن العمومي قصد متابعة الموضوع وإيلائه ما يستحق من عناية لذلك لم نقم بأية إجراءات وقائية على مستوى الإقليم، كمراقبة محيط منزل المستهدف أو تأمين المنزل وتأمين تحركات المعني بالأمر بالتنسيق مع بقية مصالح وزارة الداخلية.
وأضاف:"في تلك الفترة كنت في إجازة سنوية ورغم ذلك فإن مدير إقليم الشرطة بالنيابة لم ترد عليه هذه الوثيقة أو أية معلومة حول المخطط، فنحن على مستوى الإقليم نولي كل معلومة مؤكدة ترد علينا وتخص  تهديدا باغتيال شخصية معينة كل الأهمية والعناية ونحيطها باعلى درجات الاهمية.
أما بخصوص الوثيقة الثانية التي أعلن أمس عن وجودها النائب بالمجلس التأسيسي محمود البارودي وقال إنها صادرة عن المدير العام للمصالح المختصة بتاريخ 13 جويلية 2013 وواردة عن المدير العام للأمن العمومي فإنه لا علم لي بها أيضا ولم ترد على إدارة الإقليم في تلك الفترة.
-وهل صحيح أن مصالحكم تلقت في بداية الصائفة الفارطة معلومة حول وجود مخطط لاستهداف عميد كلية منوبة؟ وماهي الإجراءات التي اتخذتموها؟
 _هذا حدث فعلا في شهر جوان 2013،  فقد وردت على مصالح الإقليم معلومة مؤكدة حول امكانية استهداف عميد كلية منوبة محمد الحبيب  الكزدغلي، لذلك اتخذنا كل الاحتياطات وعقدنا جلسة عمل بمكتب المدير العام للامن العمومي ضبطنا أثناءها خطة أمنية محكمة لإحباط العملية في صورة التنفيذ، إذ قمنا بدراسة محيط منزل الكزدغلي في كنف السرية ودراسة وتأمين المسلك الذي يقوم به المعني بالأمر من منزله إلى مقر عمله بكلية منوبة وتسخير وتوفير كل الامكانيات اللوجستية لحمايته.
-إثر حادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد كثر الحديث عن وجود أمن مواز داخل وزارة الداخلية ثم بمقر إقليم الشرطة بأريانة واتهمت رفقة إطارات أمنية أخرى بترأسه والعمل لفائدته خدمة لجهة سياسية حاكمة كما اتهمتك أرملة الشهيد أعوان الأمن بالتواطؤ في القضية وكذلك في هدم النصب التذكاري.. ما تعليقكم على هذه الاتهامات؟
-مسألة الأمن الموازي صلب وزارة الداخلية أو إقليم الشرطة بأريانة مردودة على أصحابها، فنحن نعمل وفق القانون وفي إطار منظومة أمنية متكاملة.. وكل من يقع انتدابه صلب وزارة الداخلية يخضع الى تحريات معمقة تنتهي الى التأكد من عدم انتمائه الى اي تيار سياسي ورغم ذلك فانه يبقى محل مراقبة أمنية طيلة حياته المهنية.
وفيما يخص زوجة الفقيد بلعيد فلا هم لها سوى التشكيك في أعوان الأمن، وبالمناسبة أذكر أن منزل الشهيد شكري بلعيد تعرض قبل أكثر من نصف عام من اغتياله للسرقة، إذ استحوذ مجهولون من داخله على وثائق شخصية وهاتف جوال وحاسوب وبعض الاغراض الشخصية الاخرى وبمجرد تقدمه لمركز الامن مرجع النظر والإعلام عن الحادثة تجند الاعوان للبحث ورغم قلة القرائن المادية فقد نجحوا في كشف النقاب عن هوية اللص وإيقافه وحجز المسروق لتبين الأبحاث أن العملية مجرد سرقة عادية ولا خلفيات سياسية لها كما كان يعتقد شكري بلعيد حينها.
وأضاف محدثنا:"أذكر أيضا أن بسمة الخلفاوي أرملة بلعيد لم ترق لها التحريات المجراة من قبل مصالح الإقليم حول هدم وتخريب النصب التذكاري التي كشفت أن أحد الأجوار هو الفاعل فراحت تشكك مجددا في الرواية الامنية وتروج لوجود خلفية سياسية للحادثة، كذلك أذكر أن أرملة بلعيد غيرت إثر جريمة الاغتيال مقر إقامتها وأعلمت ذات يوم عن شكوكها من سيارة تربض بين الحين والآخر بمأوى السيارات الكائن قبالة شقتها فتجند الاعوان وقاموا بالتحريات اللازمة التي بينت أن سائق السيارة كان ينزوي رفقة صديقته بذلك المكان ولا وجود لأية خلفية سياسية للأمر ورغم ذلك فإنها شككت في نتيجة الأبحاث ومصداقية مصالحنا الأمنية.
-طيب، سي محمد لو نعرج على اتهامات أخرى وجهت لمصالحكم ولشخصكم رأسا تتعلق بإعطائكم تعليمات لمصالحكم بعدم إيقاف الإرهابي أبو بكر الحكيم؟ أو بإشعار الحكيم بقرب مداهمة محل سكناه ما ساعده على الفرار قبل حلول قوات الأمن بدقائق معدوة.. ما صحة هذه المعلومات التي وقع تداولها قبل أيام من اغتيال البراهمي على صفحات المواقع الاجتماعية؟
_  أكتفي هنا بالتأكيد على أنني كنت في تلك الفترة في إجازة وتحديدا منذ يوم 6 جويلية إلى غاية يوم 22 من الشهر نفسه، أي لا علم لي أصلا بتلك المداهمة التي قامت بها الادارة الفرعية لمقاومة الارهاب والتي نفذت دون حتى علم مدير اقليم الشرطة بأريانة بالنيابة وهو امر طبيعي في مثل هذه القضايا الإرهابية، لذلك فإن مثل هذه الاتهامات مردودة أيضا على أصحابها ولا أساس لها من الصحة، وهي مجرد محاولات لتشويه الأمنيين والتشويش على عملهم.
-بعد عملتي الاغتيال اللتين جدتا بمرجع نظركم تلقى عدد آخر من السياسيين والإعلاميين القاطنين بأريانة تهديدات صريحة بالتصفية، من هم وكيف تصرفتم مع التهديدات؟
_ لقد تواترت فعلا عدة معلومات بعيد اغتيال الشهيد محمد البراهمي عن تهديد شخصيات إعلامية وسياسية بالتصفية لذلك تجندنا على مستوى الإقليم واتخذنا كل الاحتياطات اللازمة للتوقي، وتم تخصيص فريق خاص لتأمين تنقلات أربعة إعلاميين وهم حمزة البلومي وتوفيق بن بريك ومعز بن غربية وهيثم المكي ثم ارتفع عدد الشخصيات المؤمنة إلى 16 من بينها زياد الهاني وجوهر بن مبارك وسفيان بن حميدة والحبيب الكزدغلي ونزيهة رجيبة وبسمة الخلفاوي ومنذر ثابت ونوفل الورتاني وسمير الشفي إضافة إلى تأمين رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي الصحبي عتيق مدة أربعة أيام فقط بعد تلقيه تهديدات بالقتل قبل أن تتعهد ادارة الشخصيات الرسمية بمواصلة المهمة.
-أترك لكم حرية اختيار كلمة الختام..
_ أشكركم على إتاحة الفرصة لي لتوضيح بعض الأمور التي ظلت غامضة في الأذهان، وأؤكد للشعب التونسي أنني قمت بواجبي على أكمل وجه، ولم أدخر جهدا للمساهمة من موقعي في أمن تونس وشعبها.. وخير دليل على ما أقول النتائج التي حققت على مستوى إقليم الشرطة بأريانة في تلك الفترة فيما يخص مكافحة الجريمة بمختلف أنواعها كما أشير إلى شعوري بالصدمة والمرارة إثر اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولم أكن أتصور ان أكون في يوم ما محل شبهة او اتهام لذلك طلبت إعفائي... طلبي الاخير من الأمنيين أن يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا من أجل تونس.. فلا ولاء إلا لتونس.. للوطن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق