الاثنين، 30 سبتمبر 2013

- اللقاء المباشر مع الشاعرة التونسية منى بعزاوي-

- اللقاء المباشر مع الشاعرة التونسية منى بعزاوي-


الشاعرة التونسية الجميلة منى بعزاوي..فرضت حضورها في عالم الشعر العربي الحديث وكانت صوتا صادحا هنا وهناك ...نرحب احر ترحيب بالشاعرة منى بعزاوي فمرحبا بكِ 




أهلا و سهلا

انت علم في راسه نار كما يقال
فلن اسالك عن البطاقة الشخصية



س-متى بدات كتابة الشعر الحر؟


بالنسبة لي الشعر هو متنفس الحرية و الأبجدية و بدأت مشواري الأدبي منذ طفولتي و تحديدا منذ الثانوية و أول أبيات كتبتها من وراء جدار المبيت الثانوي عن الحرية و التحرر.




وهل جنابك الكريم من دعاة التحرر؟

أنا كصوت مرأة عربية أنطق بصوت الحرية و بالتحرر من كل مكبلات الفكر و من الجهل و من إغتصاب الحقوق و الحريات في البلدان العربية و أدعو للمساواة بين الرجل و المرأة و ضمان حقوق الطفل كما أدعو للتحرر من سلطة الجهل هذا الورم الذي يسكن عقول بعض الناس من أجل بناء ثقافة عربية بديلة تكون وسام شرف على جبين كل ذات عربية و في الحقيقة منى بعزاوي قد تبنت مختلق القضايا الإجتماعية و السياسية و الأدبية من أجل تكريس الابداع و تأثيث مجتمع ثقافي مفتوح على الآخر و قلم الشاعر لا بد أن يكون حرا أو لا يكون .

جميل..ماهي المسافة بينك وبين الرجل؟

لا أعترف بالمسافات أو بالحدود لأني صاحبة قلم و صاحبة صوت عربي و لا ارضخ للقوانين الكلاسيكية التي تحاول السيطرة على الابداع الفكري او رسم محدودية للإبداع . أعتبر أن المرأة و الرجل مكملان للإنسانية في مفهومها الإجتماعي و لاأرسم حدودا بين ذات الرجل أو ذات المرأة بل أعتبرهما وجهان لمجتمع واحد قادران على العطاء و الاستمرارية و التواصل الاجتماعي و الثقافي

ب..كي لا ننأى بعيدا عن الشعر_أنثاكِ القصيدةُ...أمْ قصيدتك الانثى ام كلاكما القصيدة؟

الأنثى هي الذات التي تكشف عن ما يختلجها من مشاعر و أحاسيس صادقة من أجل خلق قصيدة متكاملة و بداية كل كلمة حرف و بداية كل كلمة إحساس و وراء كل إحساس بوح صادق لذلك تصبح القصيدة لوحة فنية تعكس بواطن و وجدان الذات الانسانية سواء كانت ذات عاشقة أو ذات حالمة أو ذات حزينة أو ذات متألمة و جريحة فالشاعر عندما يكتب يكون برفقة قلمه و شعوره بمعنى أنه في حالة عزلة عن بقية المحيط يتواصل فقط مع أحاسيسه و مع رؤاه و لذلك أعتبر أن القصيدة هي مولودي الإبداعي و القلم زوجي الفني

طيب.....متى يأتيكِ الشعر؟

الشعر ليس له وقت معين لأنه إلهام روحاني ينتاب الشاعر في لحظات معينة و هي حالة لا يعرفها أي كان بل هي تختص فقط بالشعراء و بالنسبة لي كثيرا ما أكتب عندما أكون وحيدة و عندما أكون حزينة جدا و أحيانا أستيقظ من النوم ليلا كي أكتب بعض القصائد , فالشعر ليس مجرد كتابة أو حروف تتراقص بل هو وحي باطني و روحاني و وجداني يحرك كل الحواس من أجل إبلاغ رسالة معينة .

رائع..اقرب قصائدك اليك؟

كل القصائد ممتزجة بي إلى حد العشق و الهيام لأني كتبتها بأحاسيسي و بروحي و لا يمكن فصل إي قصيدة من قصائد منى بعزاوي عن ذاتها و هي في مجملها قصائد غير محدودة المعنى و لا متناهية الدلالة دائما أترك للقارئ السباحة في أعماق الكلمات من أجل الشعور بذاته و من أجل التواصل مع الآخر و حقيقة ليس هناك مسافة بيني و بين القصيدة فهي ذاتي و هي فكري و هي جسدي و هي وطني و موطني و هي حريتي الأولى و الأخيرة بها أحقق وجودي كذات إنسانية في هذا المجتمع لأنها كل كلي .

طيب..ذكرت _يحرك الحواس من اجل ابلاغ رسالة معينة...والسؤال الذي يفرض نفسه هو:وهل من رسالة يحملها الشاعر...ة؟

الكتابة في مفهومها الخاص إمتداد متواصل بين ذات و أخرى و هو كصوت للمجتمع لا بد أن يكون صاحب قضايا عربية تخص مجتمعه بالدرجة الأولى و بقية المجتمعات بدرجة ثانية و حقيقة أعتبر ان الشاعر الذي لا يتبنى مختلف القضايا الإنسانية ليس بشاعر و منى بعزاوي قد تناولت في قصائدها مختلف القضايا من ذلك الفقر و المعاناة و اغتصاب الأراضي العربية و شرف الأمة و قضية العراق و فلسطين و قضية الربيع العربي و قد تم تلحين لي قصيدة " قال و قلت " التي تحاكي الضمائر العربية من قبل الملحن التونسي يوسف الرياحي و قدمناها هدية لسوريا على غرار الوضع الذي تعيشه حاليا و دون شك في ذلك ان الشاعر هو صوت مجتمع و هو صوت المعاناة الإنسانية و هو الذي يحرر الناس من الجهل و من المكبلات التي تسكنهم ...

السيف والقلم لو خيرتِ بينهما فماذا تختارين؟

بالنسبة لي القلم هو سيفي الوحيد الذي من خلاله أساهم في القضاء على الجهل و القضاء على الظلم و السيف و القلم هما رمزان للتحدي و منى بعزاوي تكتب بقلم حر و ترفع السيف في وجه الظالمين و وجه الطغيان لذلك لا أفصل بين السيف و القلم لأنهما رمز الشجاعة و القوة و النضال و الحرية و التحرر بل أقول السيف و القلم و الصدق هذا الثالوث هو الذي يصنع شاعر حقيقيا .

بمن تأثرت الشاعرة منى بعزاوي من الشعراء والشواعر؟

منى بعزاوي سميت بشاعرة اللحظة بمعنى تتعايش مع واقعها و مع تطورات الأحداث في كل الدول العربية فاللحظة هي وليدة الشعر بالنسبة لي و أنا كشاعرة معجبة بكتابات نزار قباني و الشاعرة سعاد الصباح و الشاعر أبو القاسم الشابي و الشاعر الماغوط و الكاتبة غادة السمان و الكاتبة أحلام مستغانمي و حقيقة لي كتابات ي الشعر بفلسفة روحانية خاصة بي و قد أطلقوا علي إسم شاعرة العشق الأبدي لأني أعشق المستحيلات كعشق الحزن و عشق الألم و عشق القدر و عشق النسيان و عشق الفناء و عشق الجنون و عشق الموت و هي فلسفة لا تجدها عند مختلف الشعراء لأن عشقي للأشياء عشق خاص و خاصة الأشياء غير المألوفة عند البشر و هي طريقة جديدة كي يتحدى المرء الحتميات و المصير من أجل الاستمرار في الحياة و هذه النوعية من الكتابة تدخل في علم النفس الروحاني حيث تبعث في الإنسان الشعور بالراحة النفسية أثناء قراءة هذه الحروف و الكلمات .

جميل..ما هو رأيك بشعر التفعيلة والشعر القريض؟

لكل شاعر طريقته في الكتابة سواء الشعر الموزون أو الشعر الحر و حقيقة أنا مشواري الأدبي انطلق بالتحرر و الحرية و بمعنى أنني أحبذ الغوص في رحاب اللامحدودية و لا المتناهي كي تكون كلماتي حرة و لها وقع على صدى الذات و على الزمان و المكان فالشعر بالنسبة لي لا يقف عند الحد و الحين

الحب والكراهية طرفا نقيض ماذا تقول منى عنهما؟

في الحقيقة كلاهما مرتبطان بالوجدان و الحب هو شعور بالسعادة و الأمل في الوجود و الكراهية هو شعور يأتي في درجة سفلى عن الحب إلا أنه يأتي نتيجة حب مفقود و الواقع ينطق بأن الكراهية نوع من الحب عند بعض الناس لأن الشعور بالفقدان و بالإغتراب و بالنقص أحيانا يبعث الكراهية في ذات المرء و لكن المسافة بعيدة بين الحب و الكراهية بإعتبار ان الحب شعور صادق و نبيل أما الكراهية فهو شعور غير نبيل لأنه يجعل المرء في صراع داخلي مع ذاته و مع محيطه و الشاعر يحبذ كلمات الحب و العشق و الهيام من أجل رسم البسمة على وجه كل ذات انسانية و يدعو للتحرر من قبضة الكراهية التي تسمم العقول و تسمم المجتمع .

بعض الآراء للشاعرة منى بعزاوي قد اختلف معها وقد التقي في البعض الآخر...في الختام اشكر الشاعرة المثقفة منى بعزاوي على تجشمها هذا العناء وعلى قبولها اللقاء الجميل وسعة صدرها..الشكر موصول لكل من يقرا هذا الحوار القصير مع الشاعرة منى بعزاوي والى لقاء اخر شكرا منى والى لقاء اخر تقبلوا تحيات الشاعر طالب الزيدي

هناك تعليق واحد: