الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

هل حان الوقت لمقاطعة الدراما التركية؟

 
الموقف التركي المتحيز للإخوان يدفع الفضائيات المصرية للتوقف عن بث الأعمال التركية، والبعض يدعو لفصل الفن عن السياسة.
 
ميدل ايست أونلاين
وادي الذئاب.. الفن حين يروّج للسياسة
القاهرة - ادى الموقف التركي المتحيز للإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية إلى إطلاق دعوات لمقاطعة الدراما التركية وخاصة في مصر التي استجابت بعض قنواتها لهذه الدعوات كرد فعل على التدخل التركي في الشأن المصري.
واعتبر بعض المراقبين أن الخطوة الجديدة ستدفع صناع الدراما المصرية إلى إعادة النظر بنتاجهم السابق والعمل على أفكار جديدة قد تساهم لاحقا في خلق "نهضة درامية" جديدة في مصر.
وترى الفنانة سمية الخشاب أن الدراما التركية "موضة وانتهت" في العالم العربي، مشيرة إلى أنها استطاعت جذبت المشاهدين بسبب "الإبهار بالمناظر الطبيعية والديكور المبالغ فيه من دون أن تقدم مضموناً أو قصة هادفة".
وتؤكد لصحيفة "القبس" الكويتية أن مقاطعة الفضائيات المصرية للأعمال التركية تصب في مصلحة الدراما المحلية، مشيرة إلى أنها ستساهم في خلق موسم درامي جديد بعيدا عن شهر رمضان "من خلال إنتاج أعمال فنية جديدة أو إعطاء فرصة لأعمال رمضان أن تجد مجالاً أوسع للعرض الثاني".
واكتسحت الدراما التركية الفضائيات العربية منذ عدة سنوات، حيث بدأت بعض شركات الإنتاج السورية بدبلجة مسلسلات تركية أبرزها "نور" و"سنوات الضياع"، قامت بعرضها بعض الفضائيات الخليجية قبل أن تعمم التجربة في العالم العربي.
ويرى الفنان محمود ياسين أن الدراما التركية تبحث عن الأرباح المادية بالدرجة الأولى "فهدفها تنشيط السياحة من خلال احتواء المسلسل على العديد من المشاهد التي تصور المناظر الطبيعية التي تتمتع بها تركيا".
ويؤيد مقاطعة هذه الأعمال التي "لا يصح أن تذاع في بلداننا لأنها تقدم عادات مختلفة عن عادات وتقاليد مجتمعنا، ولا بد أن نحافظ على الهوية العربية".
ورغم أنها أثرت سلبا على حركة الإنتاج الدرامي في العالم العربي، فإن بعض النقاد يرفض مقاطعة الدراما التركية على اعتبار أن الفن منفصل عن السياسة التي تخضع لقوانين مختلفة كليا.
ويقول الناقد طارق الشناوي "الفن لا يعترف بالحدود ولا يعرف مصطلح المقاطعة، فالفن العربي يفتح أبوابه أمام الفنون الأجنبية دون تعصب أو تمييز وبغض النظر عن المواقف السياسية لمسؤولي تلك الدول، وأعتقد بأن نجاح الدراما التركية يدفعنا إلى التمسك باستمرار عرضها على القنوات المصرية".
ويرفض الشناوي مطالبة بعض الفنانين بمقاطعة الدراما التركية كرد على موقف تركيا من الأحداث السياسية في مصر، مؤكدا أن الفن لا علاقة له بلعبة السياسة.
ويضيف "فوجئت بالقرار الذي أصدرته جمعية مؤلفي الدراما العربية بمقاطعة الدراما التركية، وأعتقد أنه لا يدل سوى على تخوفهم من نجاح المسلسلات التركية، وأرى أنه بدلاً من فكرة المقاطعة علينا تقديم مسلسلات جادة وناجحة قادرة على الدخول في منافسة مع الدراما التركية".
ورغم دعوات المقاطعة، ما زالت الدراما التركية تتمتع بشعبية كبيرة لدى الجمهور العربي، على أن مقولة "فصل الفن عن السياسة" لا تنطبق على جميع الأعمال التركية التي يساهم بعضها بشكل كبير في تسويق السياسة الخارجية التركية، وخير دليل على ذلك مسلسل "وادي الذئاب" الذي يسوق لوجهة نظر أنقرة من "الربيع العربي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق