الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

نقطة إلى السطر: كم أنت مرة يا «بقلاوة»!


أن ينهزم الملعب التونسي ضد الملعب القابسي بزويتن بالذات لا يعتبر حدثا في حد ذاته ففريق البقلاوة متعود على الهزائم ضد فرق من المستوى الثاني في البطولة الوطنية منذ عدة عقود وخسر ألقابا عديدة لعثراته غير المتوقعة وزميلنا عبدالوهاب درويش يمكنه مدكم بكامل التفاصيل لمن أراد التثبت ولكن الطريقة التي انقاد بها أبناء محمود الورتاني إلى الهزيمة هي التي جعلت الشارع الرياضي في باردو يصاب بالصدمة فالتشكيلة التي اعتمدها الورتاني-ولم يكن له خيار آخر- ليست قادرة على الصمود حتى في بطولة الرابطة2 فمستوى اللاعبين ضعيف جدا وصغر سنهم أو قلة خبرتهم لا يمكن أن يكونا مبررا للوجه الهزيل الذي ظهروا به فهم لا تتوفر لديهم أبجديات كرة القدم فلا يحسنون ترويض الكرة ولا التمرير السليم فـ80 ٪ منها كانت خاطئة ( للمنافس أو خارج الميدان) ولا التمركز ولا التغطية ولا التصويب.

إنه الفشل التام على كل المستويات وإحقاقا للحق فإن المدرب لا يتحمل أي مسؤولية فهو قدم ما هو متوفر من اللاعبين ولم يبق في حجرات الملابس أو على البنك لاعبين كان بإمكانهم إفادة الفريق. المسؤول الأول والأخير عن الخيبة هو قطعا رئيس النادي الذي أوصل الملعب التونسي إلى القاع و«شلكه» والغريب في الأمر أنه لا يعترف بفشله وعجزه عن تسيير فريق حتى في الأقسام السفلى. إن المشاكل المالية التي يتخبط فيها الفريق هي بسبب الهيئة المديرة ومن يقول الهيئة فإنه يقول طبعا رئيسها. إنها لمعجزة أن وجد الملعب التونسي 11 لاعبا يوم الأحد فعندما يفرط الفريق في 10 لاعبين ولا يمكنه التعويل على منتدبيه الجدد فإنه محظوظ لعدم انهزامه بالغياب. والأتعس من كل هذا أن الرئيس المنتهية ولايته ما يزال يكابر ويرغب في مواصلة المشوار وينوي الترشح من جديد وكأنه فخور بإنجازاته ويرغب في الاستمرارية. يا لسخرية القدر. إنسان فاشل ويصر على الفشل. صحيح أنه شخصيا لن يخسر شيئا حيث في اتعس الحالات سيقدم استقالته( بعد أن تكون البقلاوة أدركت الدرك الأسفل) ولكن فريق باردو سيكون الخاسر الوحيد. إن التاريخ سيسجل أن الملعب التونسي انهزم في زويتن ضد الملعب القابسي (4 - 0) وقد يسجل انحداره للرابطة ولكن الأنصار لن يذكروا المسؤول عن النكسة لأننا تعودنا على ضعف ذاكرة التونسيين بصفة عامة.
إن أحباء البقلاوة ما يزالون تحت تأثير الصدمة ولانخال أنهم سيستفيقون قريبا فالصدمة الأولى ستتبعها صدمات أخرى في ظل الوضع الراهن لأن الفريق الحالي لا مستقبل له ولا يبشر بأي خير ولا يمكنه الوقوف في وجه حتى فريق من الرابطة2. إن مذاق البقلاوة حلاوة خالصة ولكن الإحساس لدى أحباء الأخضر والأحمر غير ذلك فهو كله مرارة أكثر مرارة من الحنظل. هذه المرارة المتسبب فيها رئيس الملعب التونسي.
 أبو آية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق