الخميس، 19 سبتمبر 2013

«الشروق» تكشف كل التفاصيل عن مجزرة قصيبة سوسة:القاتل تسلل من السور الخلفي للمنزل وقتل الأخ والأبوين ثم الجدة

الزوجة:
«لن يشفي غليلي سوى إعدامه بالنار.. وفي ساحة عامة
لا تزال المذبحة التي ارتكبها فجر الاثنين زوج في التاسعة والثلاثين من عمره بمدينة قصيبة سوسة حديث الناس في الجهة... «الشروق» انتقلت إلى مسرح الجريمة وتحدّثت إلى الزوجة الناجية وشقيق القاتل ونقلت عنهما كل التفاصيل.
«الشروق» ـ (مكتب الساحل):
منذ وصولنا قصيبة سوسة بدا وقع الجريمة كبيرا على نفوس المواطنين هناك... وصلنا إلى المنزل الذي حصلت فيه المذبحة وهناك التقينا الزوجة التي خرجت لتوها من المستشفى بعد إصابتها في الظهر، والتقينا كذلك شقيق القاتل وقدّم كلاهما روايته لما حصل فجر الإثنين.
أطوار الجريمة
الزوجة التي كانت حاضرة على أطوار الواقعة كانت تقطن في منزل والديها منذ حوالي 5 أشهر بسبب مشاكل كثيرة مع زوجها القاتل وروت أنّ يوم الحادثة تسلل زوجها إلى المنزل في حدود الساعة الثانية والربع بعد منتصف الليل (استخدم برميلا وقطعة آجر وتولى قتل كلب الحراسة فوق سطح المنزل) حيث بادر بقتل أخيها الذي كان في قاعة الجلوس بصدد مشاهدة التلفاز وقد فوجئ بالقاتل يباغته بقارورة غاز مشل للحركة وبسكين طويل كان يشدّه إلى معصم يده نفّذ به الجريمة... وقد تسلل القاتل حافيا إلى قاعة الجلوس حتى لا يثير انتباه أهل البيت الذين كانوا نياما.
وتضيف الزوجة إيمان (29 سنة) «كنت نائمة فاستمعت فجأة إلى أزيز سرير ثم سمعت أصواتا مختنقة وأنينا لم أكن أعلم أن مصدر الصوت بيت أمي وأبي ولكنني توجهت مباشرة إليهما حتى أستوضح الأمر.. كانت الغرفة مظلمة ففتحتها وأنرتها ففوجئت بـ «نعيم» وهو جاثم فوق أمي وأبي وهو يمزق جسديهما بسكينه الطويل وكأنه أعدّها خصيصا للجريمة فبادرته بالتساؤل «لماذا فعلت هذا بأمي وأبي؟ وقد كان أبي يُبعدني عنه حتى لا يلحقني أذى لكنه أمسكني من يدي وسدد لي ضربات في ظهري (17 غرزة) وتمكنت من الإفلات متوجهة إلى غرفة أخي مستغيثة لكنني فوجئت به مقتولا وقد برز قلبه وأمعاؤه خارج بطنه حينها صرخت فأفاقت جدتي متسائلة «ماذا يحدث»؟ فأخبرتها بما يجري وخرجت رفقة ولدي إلى خارج المنزل حيث وجدت الأجوار في انتظاري وهم لا يصدقون ما يجري في حين تولى هو طعن جدتي في مستوى الرقبة فأرداها قتيلة على الفور».
وتابعت الزوجة قولها «لم أحس بمفعول الطعنات في مستوى الظهر إلّا حين لفت انتباهي أحد الأجوار إلى ذلك... لن أسامحه بعد كل هذا الذي رأيته، هاتفت زوج أختي وأبلغته بالجريمة ولولا أنّني خرجت لقتلني فقد كان يبحث عني في الداخل (في غرفة أخي) هربت إلى منزل الجيران فالتحق بي وهو يقول «طلعها حاجتي بيها هي وولدها».
وأكدت الزوجة قائلة «كان في كامل قواه العقلية وقد خرج من المنزل بعد الجريمة بخطى واثقة كأن شيئا لم يحصل ثم توجه إلى الجيران بالقول «عملت إلي عليّ هاني نظفتهم الكل» وحتى ابنه (6 سنوات) نجا من الموت حيث عنفه بيده (التي كانت عليها آثار الغاز المشل للحركة) وخاطبه بالقول «ابعد من قدام وجهي لا نكمل نقتلك حتى أنت».
... مع سبق الإصرار
وتحدثت الزوجة المكلومة عن حالة أبويها وأخيها قائلة «الأطباء كانوا يبكون لحال أمي التي قُطعت أوصالها وخُرّب جسدها حتى أنهم وجدوا عنتا كبيرا في جمع أشلائها... وحتى أنا كان من السهل أن يقتلني لو أنّني استعملت ليلتها دواء النوم الذي اعتدت على تناوله... حين خرجت إلى الشارع كان الجميع في حالة ذهول... عمي وجيراني والكل يبكي لما حصل».
وعن أسباب ما حصل تنهدت الزوجة قائلة «كنت سأتقدم بقضية في الطلاق وقلت له إنني لن أعود إليه.. كنت أعتزم في الصباح الذهاب إلى المحامي رفقة والدي وقد علم هو بالأمر وكان يتحدث إلى الجيران وأصدقائه في المقهى بأنه سيحدث كارثة في العائلة لن تُنسى... استبق الأمر وقدم إلى منزل والديّ وفعل ما فعل»... وحسب رواية الزوجة فإنّ القاتل حاول التخلص منها قبل نحو 5 أشهر حين قدّم قارورة دواء إلى ابنه الصغير وطلب منه أن يُناولها أمه «حتى تنام نهائيا» حسب قوله فأبلغ الولد أمه بذلك ونجت الأمّ التي اشتكت من زوجها سوء المعاملة حيث كان كثيرا ما يشرب الخمر ويعود إلى المنزل فيسبها ويشتمها ويضربها فضلا عن أنه سارق حيث قطن في البداية بمنزل أصهاره وسرق مصوغ أم زوجته وحين تفطنوا له أخرجوه من المنزل، لكن القطرة التي أفاضت الكأس حسب الزوجة هي الخيانة حيث اكتشفت قبل أيام حين كانت بصدد سحب شيء من المال من أحد الموزعات البنكية وسط مدينة سوسة أنّ زوجها كان جالسا رفقة فتاة قبالة الميناء وكانا في انتظار دورهما للقيام بجولة بحرية على أحد المراكب السياحية فتقدمت منه واستفسرته الأمر فشتمها ونهرها وأبلغها بان مرافقته هي «صاحبته» وأن لا دخل لها في ما يفعل.
وأكّدت الزوجة أنها تقدمت مرارا بشكاوى إلى مركز الشرطة بالقصيبة لكن دون جدوى حيث كانت القضايا تُحفظ وقالت إنّه كان يدفع الرشاوى لأعوان الأمن وإن لديها شهودا وإثباتات على ذلك، وأضافت أنّه تم عزل رئيس مركز القصيبة على خلفية هذا الأمر.
وختمت الزوجة بالقول «لن يشفي غليلي سوى أن يتم جلبه إلى الرحبة (ساحة وسط قصيبة سوسة) ويقتلوه بالنار من تحته والرصاص وطعنات السكين من جانبيه.. امّأ سوى ذلك وإن حوكم بالمؤبد فلن يرضيني ولن يشفي غليلي لما ارتكبه من فظاعة».
من جانبه اشتكى نجيب (شقيق القاتل) سلوك أخيه وسوء معشره وقال إنه اشتكاه في أربع مناسبات لكن دون جدوى حيث كان يحثه على طلاق زوجته (وهي أخت توأم لزوجة القاتل) وقال نجيب «منذ ان دبت الخلافات بينه وبين زوجته طلب مني أن اطلق زوجتي لكنني كنت أنهاه عن التدخل وقد كان يتعمّد مضايقتي ومضايقة ولدي الصغير المعوق حتى تركت المنزل وتسوغت منزلا على وجه الكراء في مكان بعيد لكنه كان يسأل عن مكان المنزل ويتتبع أثري وقد حدث في مرة من المرات أن أسمع زوجتي وابلا من الكلام البذيء وتعرّى امامها واشتكيته لهذا الغرض لكن لم يتم إيقافه ولي شهود على ما أقول».
وتابع نجيب قائلا «أحس أنه مريض» فيما قالت الزوجة إنها لم تكن منذ البداية راغبة في الارتباط به لكن خالها أقنعها بذلك، وقد كان الخال يبكي بعد حصول الفاجعة وكأنه أحس بالذنب.
تحقيق وصور رضوان شبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق