الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

صقور النهضة يحاصرون الغنوشي ويجرونه إلى 'نهاية مأساوية'



نائب رئيس النهضة يتحدث لأول مرة عن مرحلة ما بعد الغنوشي ويتوقع الإبقاء عليه كرمز فقط قبل التضحية به.
ميدل ايست أونلاين
رهينة
تونس - توقع نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو "نهاية مأساوية" لرئيس الحركة راشد الغنوشي على يد صقورها بعد أن "حاصروه" في إطار مجلس شورى الحركة والمكتب السياسي، مشددا على أن النهضة "ستضحي بالغنوشي بالتأكيد" في حال إقدامه على أية خطوة سياسية باتجاه الانفتاح على العلمانيين من أجل بناء دولة مدنية ومجتمع تعددي ديمقراطي.
وقال مورو في تصريحات صحفية "نعم ستضحي النهضة بالغنوشي وهذا أمر مؤكد" ملاحظا أن صقور الحركة "يبقون عليه الآن كرمز وأفقدوه سبب وجوده" بعد أن "تمت محاصرته سياسيا ودينيا حتى بات رهينة بيد التيار السلفي الذي يشق الحركة".
ويعد عبد الفتاح مورو الذي يعمل محاميا "صديقا تاريخيا" للغنوشي إذ أسسا معا في بداية الثمانينات من القرن الماضي "حركة الاتجاه الإسلامي" )النهضة حاليا( لكنه يتعرض الآن إلى الإقصاء والتهميش شأنه شأن الأمين العام للحركة حمادي الجبالي بسبب مواقفهما الداعية للحوار مع العلمانيين.
ورأى مورو أنه في حال "نهاية الغنوشي" فإن النهضة إما "تصبح حركة سياسية وتستغني عن قياداتها التاريخية وحينها ستعرف معنى التداول والتجديد الفكري أو ستصبح بؤرة تشنج عقائدي".
وهذه أول مرة تتحدث فيها شخصية قيادية بارزة في حركة النهضة عن مرحلة ما بعد الغنوشي ما يؤشر الى أن الخلافات التي تشق حركة كثيرا ما "افتخرت" بتماسكها التنظيمي وخاصة بتشبثها برئيسها راشد الغنوشي، بلغت من الحدة ما جعلها قاب قوسين أو أدنى من الانشقاق.
وعلى الرغم من أن إقدام الصقور على "طرد" الزعيم التاريخي والروحي للنهضة يبدو أمرا صعبا ومستبعدا إن لم يكن مستحيلا، إلا أن الأوساط السياسية التونسية باتت تتحدث عن "حركة النهضة ما بعد الغنوشي" وترى أن "ابتعاده" سيفرض على الحركة الدخول في مرحلة جديدة قد تقود إلى "تشظي النهضة" وتأسيس حزب سياسي ذي مرجعية إسلامية يكون قادرا على التعاطي مع الحراك السياسي الذي يشهده المجتمع التونسي.
غير أن ما كشف عنه مورو يؤكد أن حركة النهضة يقودها تيار متشدد سلفي العقيدة والمرجعية من خلال بسط سيطرته على مجلس الشورى والمكتب السياسي وهو تيار أحكم قبضته على الغنوشي الذي يجد نفسه خلال الأزمة التي تمر بها تونس مضطرا لأن "يبدي شيئا من المرونة" في المفاوضات بين النهضة والمعارضة العلمانية.
ويقود التيار المتشدد كل من عضوي المجلس التأسيسي الصادق شورو والحبيب اللوز فيما يقود التيار الذي يطالب بالانفتاح على المشهد السياسي كل من الأمين العام للحركة حمادي الجبالي ونائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو.
أما راشد الغنوشي سليل حركة الإخوان المسلمين فإنه "يمسك العصا من الوسط" محاولا الاستفادة من التناقضات التي تشق النهضة ليفرض على الجميع "سطوة روحية وسياسية" تساعده على الظهور بمظهر "رجل السياسة الوفي لمرجعيته العقائدية من جهة والأجدر بقيادة الحوار مع المعارضة من جهة أخرى".
وأكد مورو أن التيار المتشدد داخل النهضة تحكمه "عقلية أيديولوجية عدائية" تجاه كل من يخالفه الرأي حتى أنه بات عاجزا عن "الاتصال بالشعب وتوضيح مواقف الحركة من الأحداث التي تعيشها البلاد"
ومنذ وصول النهضة إلى الحكم إثر انتخابات نوفمبر/تشرين الأول 2011 اهتزت صورة الغنوشي لدى التونسيين وتراجعت شعبيته وبات رمزا لـ"شخصية دينية متشددة تقف أمام الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين".
وزاد في اهتزاز صورة الغنوشي اتهام العلمانيين له بالوقوف وراء اغتيال المناضلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وذلك على الرغم من نفي حركة النهضة علاقتها بجريمتي الاغتيال.
ويبدو أن التجربة الفاشلة التي عاشتها حركة النهضة في الحكم ارتدت عليها وألقت بظلالها على تنظيم الحركة ذاته الذي سيضطر خلال الفترة القادمة إلى كثير من المراجعات لعل أهمها الفصل بين الجانب الدعوي والجانب السياسي مترسما خطوات الإخوان المسلمين في مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق